يريد تجار العقارات أن يفرضوا على البلد واقعهم ورغباتهم وطموحاتهم متجاوزين بذلك ما حددته الحكومة من نسبة الارتفاع السنوي للإيجارات بحيث لا يتعدى الـ5 في المئة· والناس يريدون حلاً ومخرجاً يدلهم على طريق سالك، بعيداً عن الأطماع وبعيداً عن المآزق التي يضعهم فيها تجار العقارات الذين لا يفكرون في مصلحة البلد ولا يلتفتون إلى معاناة الناس وبخاصة الموظفين الذين لا تسعفهم رواتبهم في تحمل هذا العبء الثقيل من الأرقام الهائلة التي لا تبقي من رواتبهم إلا الأرقام البسيطة التي لا تفي بحاجة المصاريف اليومية ونحن في بلد أنعم الله عليه بالخير الجزيل، لا يجوز أبداً أن يترك الناس هكذا لقمة سائغة بين أيدي تجار لا تحرقهم معاناة الآخرين ولا تنبههم صرخاتهم المدوية التي أسمعت من به صمم·· لا يجوز أبداً أن يعاني كل من تسير قدماه على أرض الخير والمحبة والإخاء والسخاء، وإذا كان التجار خلصوا إلى نتيجة ''أنا ومن بعدي الطوفان'' فلا بد من قانون حازم جازم حاسم، يردع هذا اللهاث العشوائي ويواجه بصرامة هذه الهجمة الشرسة التي يقودها تجار العقارات ضد البسطاء ومحدودي الدخل الذين لا حول لهم ولا قوة ولا دخل يعينهم على سد الحاجة غير الراتب الوظيفي وهذا ليس بمقدوره أن يحكم القبضة على السيل الجارف من المصاريف المعيشية التي تتعدد مشاربها ومساربها في كل يوم وتزداد حدقتها اتساعاً·· نحن في عالم متطور ومنفتح على الكون والمادة الاستهلاكية تتنوع ومعها يزداد سعرها ولا أحد يستطيع أن يوقف جريان مياهها، لذلك فالموظف الحكومي لا يمكنه عقد الموافقة بين أسعار استهلاكية تزداد ارتفاعاً وبلا مبرر وبين إيجارات تسير بسرعة الصاروخ ارتفاعاً والتهاباً، والناس لا يملكون غير الشكوى والدعاء إلى الله أن يفرج هذه المحن التي أصابتهم جراء جشع وهلع لا تحده حدود ولا تصده صدود فهو سائر إلى العميق حتى لامس شغاف القلوب وهدد مستقبل العائلات التي لا حيلة لها ولا وسيلة غير مساكن الإيجار·· الأمر الذي يجعلنا نرفع الصوت عالياً ليصل إلى أصحاب القرار بأن يضعوا حداً لهذا السباق الماراثوني في ارتفاع أسعار الإيجارات والذي أصبح حديث الناس ولا حديث غيره لأنه مس الخطوط الحمراء ومس أرزاقهم ولا شيء أصعب من أن يشعر البشر بأنهم مهددون في أقوات يومهم فقطع الأعناق ولا قطع الأرزاق وما يفعله تجار العقارات هو حصار مزر ومخز بات يؤرق كل من يسكن في بيت مؤجر وهم كثر، والحكومة قادرة على بسط اليد لوضع قانون لا يضر التاجر ولا يزهق روح راتب الموظف الحكومي·· الحكومة قادرة على مواجهة هذا الطوفان ووضع السدود التي تمنع حماقته وسفاهته من هدم بيوت وتهديد مستقبل عائلات وترك الناس رهينة تجار تغيبوا كثيراً عن درس الأخلاق الإماراتية وقيم الناس الطيبين الذين لا تغمض لهم عين ومكان مجاورلهم تسهر فيه عين من لوعة الحرمان وحرقة التعب·· لا بد من تدخل سريع وإنقاذ آمال الناس وأمنياتهم في العيش الآمن والمستقر دون تهديد أو وعيد من تاجر لا يرحم·