عندما يقرن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي القول بالفعل، بادئاً جولة ميدانية من الساحل الشرقي، وسموه يدعو فريق عمله في «حكومة المستقبل» للوجود في الميدان وتحت الشمس وبين الناس، فإنما يسجل درساً جديداً، وإضافياً من دروس الإدارة المتميزة لقيادتنا الرشيدة، لرجال نهلوا من مدرسة زايد، ونجحوا بها ومعها في توطيد دعائم صرح الإمارات الشامخ دوماً بإذن الله. وبعد يوم من الجولة الميمونة، كان مع أبطال الدفاع المدني، ليشاركهم احتفالهم باليوم العالمي الخاص بهم، وحرص على مصافحتهم فرداً فرداً، تقديراً لأدائهم البطولي في التعامل مع حريق فندق «العنوان» ليلة رأس السنة، في ملحمة شهد فيها العالم بالشجاعة والاحترافية العالية لهؤلاء الرجال، وما يتوافر لديهم من تجهيزات وآليات متطورة، بمتابعة من القيادة التي ترى في دعمهم تعزيزاً لدورهم في الحفاظ على واحة الأمن والأمان، في وطن السعادة وجودة الحياة. دروس قيمة جلية واضحة كالشمس لمن يريد ليس أن يتعلم فقط، بل وأن يتطور ويتميز في مجال عمله. وبالمقابل، نجد البعض في درجات أدنى من المسؤولية العامة لا يزال مقيماً في برجه العاجي، يثق بالتقارير الوردية التي ترفع إليه عما يجري في المرفق الذي يتولى إدارته، في وقت يتطلب الأمر فيه نزوله الميداني، ومتابعة الأداء وخدمة المتعاملين معه. هناك جهات لا تزال تغرد بعيداً عن التحول الذكي والأداء الأذكى، بل وصارت تعلق تعقيداتها على مشجب التقنية الحديثة، وأن العاملين فيها يرددون تلك العبارة الممجوجة بأن «النظام علق»، دون أدنى اعتبار لمعاناة المراجعين وتكدس معاملاتهم. وهناك جهات أخرى بدلاً من أن نلمس مواكبتها للنقلة الجديدة في الأداء الحكومي، تجدها صاحبة الصوت الأعلى في «التلميع الإعلامي»، مستعينة بشركات العلاقات العامة، وأخبار «المعلقات» و«الملاحم» التي تبثها. لأنها تعتمد على عدد الكلمات، وليس على فحوى الخبر، وما تقدم من معلومات تهم الرأي العام وجمهور المتعاملين معها، لا سيما إذا كانت من الدوائر والجهات الخدمية. ندعو هذه الفئة من المسؤولين والموظفين للاستفادة من دروس كالشمس تقدمها قيادتنا في طريقة خدمة الميدان، والإيجاز في الأخبار، بحرص ملموس أن تتحدث الأفعال التي تغني عن الأقوال، فالغاية تقديم وتحقيق كل ما فيه مصلحة الوطن والمواطن.