جهاز التحكيم في جميع الاتحادات هو جهاز حساس، ويعتبر هو أهم جهاز في هذه الاتحادات لتسيير اللعبة والمباريات، وخلق كادر تحكيمي وطني يساهم في تطور كرة القدم، وهناك شروط ومواصفات يجب ان يتمتع بها أعضاء هذه الأجهزة من حكام ومراقبين وإداريين، فبجانب القدرات الفنية والبدنية هناك ما هو أهم من ذلك في نظري، ألا وهو حب وعشق مهنة المتاعب، وحب الحكام والتحكيم أهم ما يجب ان يتميز به عضو هذا الجهاز· فإن تغلب حب الذات على حب الجهاز بكامل عناصره، أصبح هذا العضو غير ذي جدوى، وكلما تغلبت الأنانية على البعض من منتسبي هذا الجهاز، كلما أدى ذلك الى اهتزاز الثقة في الجهاز بأكمله· ومن وجهة نظر متواضعة، أرى أن قوة لجنة الحكام تأتي من قوة الأعضاء، وتكاتفهم وحبهم للعطاء سواء كحكام أو مراقبين أو كأعضاء لجنة، وأرى أن من تهتز ثقته في الجهاز التحكيمي، ولو للحظة لا يصلح ان يكون عضواً فيه، نتيجة اهتزاز ثقته في نفسه فهي لجنة تحتاج للأقوياء المخلصين للتحكيم، لا الضعفاء الباحثين عن مكان ومنصب وكرسي بحجم معين· على الأخ رئيس اللجنة التأكد جيداً عند اختيار أعضائها مستقبلاً من مدى قوتهم النابعة من حبهم للتحكيم ولزملائهم الحكام، بدلاً من ضم كل من ترك التحكيم الى اللجنة، دون التأكد من توفر الشروط فيه وبغير ذلك ستتعرض اللجنة دائماً الى الطعن فيها من داخلها، وسيحسب هؤلاء على التحكيم وهم في الأساس أبعد ما يكونون عن تحمل المسؤولية التحكيمية كونهم مهزوزين في قناعاتهم بعطاء اللجنة عندما كانوا حكاماً ولن تتغير طباعهم ولا نواياهم تجاه زملاء المهنة، وكم كنت أتمنى أن يتركوا خارج اللجنة وخارج الجهاز التحكيمي الذي هو أكبر من الأشخاص وأقوى من المصالح الشخصية· إن الشخص المتردد والمهزوز لا يصلح للعمل داخل هذا الجهاز فهو يهوى نقد الزملاء من خلال شاشة التلفاز وعلى صفحات الجرائد اليومية لسهولة ذلك على العمل لصالح تطوير التحكيم والصبر معه، وعليه فهذا النوع من البشر للأسف يغلب عليه حب الظهور الإعلامي ولا يعمل أي حساب لمصلحة التحكيم، فإن كان لم يستطع المساهمة في تطوير التحكيم من خلال تواجده داخل البيت· فكيف نثق في قدرته على ذلك؟ من خلف الشاشة وبجهاز الإعادة البطيئة؟ ان أسرار وخصوصيات التحكيم ليست للنشر ومن أهم شروط الحكم الناجح هو حب الزملاء ومساندتهم وليس التصيد لهم فالكثيراً من الأخطاء التحكيمية هي تقديرية وقع فيها منتقدو التحكيم قبل غيرهم بل وقعوا فيما هو أكبر منها ولم يتصيد لهم محبو التحكيم هذه الأخطاء، وأرى أن من لا يكون قلبه على زميله الحكم ومن لا يحب له الأفضل، فعليه ان يتقدم فهو بلا شك لا يحب سوى نفسه وسوف يختفي من ذاكرة التحكيم والحكام كما اختفى غيره وهم كثر لأن جهاز التحكيم لا يتأثر بغياب أحد مهما كان هذا الشخص· إنني ومن هذا المنبر الإعلامي أناشد اخواني الحكام التكاتف ضد جميع محاولات شق الصف فالتحكيم الإماراتي بخير وسيبقى بألف خير ما دام الحكام ولجنتهم على قلب واحد وما دام الحب بين الاخوة موجوداً وما دامت القلوب بيضاء صافية فلا يشغلكم من يرغب في تطويركم من خلال كرسي التليفزيون أو صفحات الجريدة بل انشغلوا عن كل ما يثار عنكم بتطوير أنفسكم داخل المستطيل الأخضر وقاعة الاجتماعات·