أثبتت الكرة الجزائرية أنها مصدر السعادة الوحيد للكرة العربية عام 2014، فبعد تألق «محاربي الصحراء» في مونديال البرازيل وخروجهم من تلك البطولة مرفوعي الرأس، بخسارتهم في الدور الثاني أمام ألمانيا، بطلة العالم بعد ذلك، بشق الأنفس، باعتراف الألمان أنفسهم، ها هو فريق وفاق سطيف يتألق وينتزع لقب دوري أبطال أفريقيا للمرة الأولى في تاريخ الكرة الخضراء ليصعد إلى مونديال الأندية بالمغرب. ومثلما كان منتخب الجزائر هو الممثل الوحيد للعرب في المونديال للمرة الثانية على التوالي، فإن فريق وفاق سطيف هو الفريق العربي الوحيد الذي تأهل إلى مونديال الأندية بعد فوزه بلقب قارته، إذ يشارك فريق المغرب التطواني بصفته ممثل الدولة المنظمة. كل التهنئة للكرة الجزائرية، وعلى المقيمين خارجها دراسة «الظاهرة الخضراء» التي نالت نجومية 2014 بكل الجدارة والاستحقاق، وعلى محمد روراوة رئيس الاتحاد الجزائري أن يهيئ نفسه من الآن لرئاسة الاتحاد الأفريقي خلفاً للكاميروني العجوز عيسى حياتو. ×××× قدم فريق وفاق سطيف، في طريقه للفوز باللقب الأفريقي، درساً في أهمية التسجيل خارج ملعبك، وفي نصف النهائي، فاز على مازيمبي في الجزائر بهدفين لهدف، ونجح في تسجيل هدفين في مباراة الإياب في مباراة خسرها بثلاثة أهداف لهدفين، وتأهل إلى الجولة النهائية التي استطاع خلالها تسجيل هدفين أيضاً في مرمى فيتا كلوب في مباراة كينشاسا التي انتهت بالتعادل 2- 2، وكان طبيعياً أن يقوده التعادل 1-1 في مباراة الإياب بالجزائر إلى منصة التتويج. ×××× ما بين فرحة الوفاق وصدمة الهلال السعودي عاشت الكرة العربية «الشهد والدموع»، رغم أن كل الظروف كانت مهيئة لرؤية الهلال، وهو على منصة التتويج الآسيوية للمرة الأولى في النسخة الجديدة للبطولة، ولكن الضغوط الهائلة التي تعرض لها الفريق بعد خسارته بهدف وحيد في سيدني، وشعور كل الهلاليين أن اللقب بات أقرب لفريقهم من حبل الوريد، كان وراء الرعونة وعدم التركيز التي اتسم بها التعامل مع الفرص العديدة التي لاحت للمهاجمين على مدار شوطي المباراة.