في إطار جهود دولة الإمارات المستمرة لتعزيز قيم التسامح والتعايش والحوار بين الحضارات، استضافت أبوظبي «المؤتمر الدولي لحوار الحضارات والتسامح 2024»، تحت شعار «تجسير الحضارات ورعاية التنوع» برعاية وحضور معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش، ونظم هذا المؤتمر مركز «باحثي الإمارات للدراسات والبحوث» ووزارة التسامح والتعايش، بالتعاون مع مكتب الأمم المتحدة لتحالف الحضارات (UNAOC) ومكتب أبوظبي للمؤتمرات والمعارض التابع لدائرة الثقافة والسياحة.
وقد وفر المؤتمر، الذي عقد في مركز أبوظبي الوطني للمعارض «أدنيك» خلال الفترة من 20 إلى 22 فبراير الجاري، منصة عالمية لتبادل الخبرات العلمية، واستخلاص الدروس من التاريخ، وناقش المؤتمر العديد من القضايا المرتبطة بتعزيز قيم التسامح والتعايش، ودور الثقافة والتحول الثقافي في تعزيز التعايش والتسامح والتفاهم المتبادل، وأهمية فهم واحترام الاختلافات الثقافية في المجتمعات المعاصرة.
وقد استمد هذا الحدث، الذي اختتم فعالياته أمس الخميس 22 فبراير 2024، أهميته من اعتبارات عدة، يتمثل أبرزها فيما يأتي:
- المشاركة الكثيفة والنوعية في فعالياته، حيث استقطب المؤتمر أكثر من 50 متحدثاً و2000 مشارك من داخل الدولة وخارجها، وقد تحدث في الجلسة الافتتاحية معالي العلامة عبد الله بن بيّه رئيس مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي، رئيس «منتدى أبوظبي للسلم، وميغيل موراتينوس الممثل السامي لمنظمة الأمم المتحدة لتحالف الحضارات، ومعالي الدكتور علي راشد النعيمي رئيس لجنة الدفاع والداخلية والخارجية بالمجلس الوطني الاتحادي، واللواء أحمد ناصر الرئيسي رئيس الإنتربول، والمستشار محمد عبد السلام الأمين العام لمجلس حكماء المسلمين.
- سعى المؤتمر إلى دراسة تعزيز التفاهم والتعاون بين الحضارات المختلفة بمفهوم علمي، لمعالجة المسائل التي تشكل جوهر حوار الحضارات، وفي هذا السياق، فإن المؤتمر قد نجح في تقديم صورة واضحة عن الجوانب العديدة التي ينطوي عليها الحوار الهادف بين الحضارات.
- صاحب المؤتمر، معرض دولي من أكثر من 35 دولة لطرح برامجها وأفضل الممارسات العالمية في مجالات الاستدامة الثقافية والمجتمعية، وتم الإعلان من خلاله عن أول مجلة علمية محكمة لعلوم الحضارات والتسامح لتقديم منظور جديد عن تطور الحضارات، والتعريف بأحدث الدراسات والبحوث في مجال التسامح والتعايش.
وقد أكد معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان أن العالم اليوم في حاجة ماسة إلى حوار مفتوح يطرح كافة الأفكار التي تنتصر للإنسان والكوكب الذي يعيش عليه، وأن كافة الحضارات الإنسانية مدعوة لهذا الحوار الهادف دونما إقصاء لأحد، وأشار معاليه في كلمته الافتتاحية للمؤتمر إلى أن دولة الإمارات ستظل نموذجاً فريداً وناجحاً للتعايش السلمي والمثمر بين البشر من مختلف الأديان والثقافات والجنسيات والخلفيات.
وفيما يبرز نموذج دولة الإمارات في الأخوة الإنسانية ويكرس مكانتها كمنارة للتسامح، استقطب المؤتمر الدولي لحوار الحضارات والتسامح اهتماماً كبيراً من قبل وسائل الإعلام العربية والعالمية، التي أجمعت على أهمية تعزيز قيم التعايش المشترك وقبول الآخر في عالم لا تنقصه أسباب الصراع، ما يحول دون تفعيل التعاون الدولي كسبيل وحيد لمواجهة التحديات المعقدة التي يعيشها العالم حالياً.
إن انعقاد «المؤتمر الدولي لحوار الحضارات والتسامح»، يعكس كون دولة الإمارات، نموذجاً ملهماً للتسامح والتعايش المشترك، ومركز إشعاع عالمي لقيم الاعتدال والتعايش والأخوة الإنسانية، ويجسد هذا المؤتمر نهجها الأصيل في دعم القواسم الثقافية المشتركة بين الشعوب، ومساعيها لتعزيز التواصل الإنساني والحضاري بينها، وتقديرها لأهمية دور الثقافة في تعزيز الأخوة الإنسانية، من أجل بناء عالم يسوده السلام والرخاء مؤسس على الالتزام بالقيم الإنسانية العالمية التي نتشاركها جميعاً.
*صادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية