في خضم أزمة النجف الراهنة أود أن أشير إلى بعض الملاحظات، أولاً: أعتقد أن مقتدى الصدر لا يدرك حقيقة ما يجري في الشارع العراقي. وثمة تساؤل: هل هو على علم بنتائج عمليات جيشه في محافظات العراق؟ ثمة إحصائية واقعية بما جرى في مدينة الديوانية جراء هذه العمليات: مقتل ما يقارب 100 عراقي من المدنيين وإصابة العشرات وتدمير وإلحاق أضرار بما يقارب 50 داراً سكنية أو أكثر آخرها قبل أسبوع حيث أصيب خمسة أطفال وقـُتل طفلان كانا نائمين في منزليهما في حي الضباط، إضافة إلى العديد من المحال التجارية والسيارات. أما القوات الأميركية فقد خسرت جندياً واحداً وأصيب ثلاثة جنود أسبان طيلة هذه الفترة، وطبعاً لم أتحدث عن حالة الرعب في المدارس أثناء دوام الأطفال والذي أتمنى ألا يتكرر خلال السنة الدراسية القادمة قريباً.
ثانياً: نحن نؤيد مواجهة المحتلين بكل نفيس لكننا لا نريد أن تكون هذه المواجهة ضعيفة تحصد خيرة شبابنا المؤمن. لا نريد مواجهة تستخدم ما يريد الاحتلال منها أن تستخدمه وهو التفرقة والانغلاق والسلاح البسيط فهو يستفزنا لاستخدام ما يتفوق هو - أي الاحتلال- به علينا. فلنركن إلى قيم الإسلام وأخلاقياته، فالاحتلال غير قادر على اختراق هذه المبادئ. ثالثاً: أخيراً أعتقد أن استخدام "الروضة الحيدرية" كساحة للمعركة من قبل جيش المهدي خطأ كبير.
ميثم حمزة - الديوانية- العراق