الثلاثاء 30 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

كيف سهلت "الرقمنة" سبل التوظيف؟

كيف سهلت "الرقمنة" سبل التوظيف؟
11 ديسمبر 2018 17:42

أسهمت "الرقمنة" في إحدات تغيير جذري في سبل التوظيف والتقدم لشغل الوظائف، حيث حلت تطبيقات تعمل بنقرة واحدة، وبرمجيات للبحث عن مرشحين لوظائف، ومقاطع فيديو على الهواتف المحمولة، محل خطابات السير الذاتية والخطابات المرفقة.
ويختلف الاتجاه الجديد تماماً عن التطبيقات التقليدية، التي تستخدم فيها السير الذاتية والخطابات التفسيرية المرفقة، وهو يسير باتجاه ما يطلق عليه الخبراء اسم "الاستعانة بالمصادر النشطة"، حيث يبحث مسؤولو التوظيف عن مرشحين مناسبين لشغل وظائف بعينها، ويتم ذلك، في المقام الأول، عبر شبكات مثل "لينكد إن".
ويقول أرمين تروست، أستاذ إدارة الموارد البشرية بكلية إدارة الأعمال في جامعة "فورتفانجن" بولاية "بادن فورتمبيرج" الألمانية، إن هذه الشبكات مفيدة بشكل خاص في إقامة علاقات مهنية وتجارية، مضيفاً: "هؤلاء الذين يأملون في أن يلاحظهم مسؤولو التوظيف، يجب أن يهتموا بالبيانات الشخصية الخاصة بهم على مثل هذه الحسابات الإلكترونية".
كما ينصح تروست الباحثين عن وظيفة بعدم حصر أنفسهم في شبكات التوظيف التقليدية، ولكن أيضاً بكتابة مشاركات مدونات أو تعليقات على التطورات الحالية عبر موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، حيث يعمل ذلك على تعزيز حساباتهم الإلكترونية، وربما يجذب إليهم اهتمام شركات التوظيف، على نحو خاص.
وفي حال تم التواصل بهذه الطريقة، فإن الأطراف المعنية تقوم أولاً بتبادل المعلومات الأساسية حول الوظيفة. ويوفر ذلك على الباحث عن وظيفة، عناء الاضطرار إلى صياغة الخطاب التعريفي أو التفسيري بصورة فردية، كما يعمل على تكييف سيرتهم الذاتية لتناسب الوظيفة المنشودة.
وتوجد حالياً مجموعة من الوسائل الرقمية لإقامة هذه الاتصالات الأولية.
وتستخدم بعض الشركات خدمة المراسلة عبر تطبيق "واتس آب" للسماح للمرشحين المحتملين بالتعبير عن رغبتهم في العمل، وكذلك في طرح أسئلة. كما توجد أقسام للدردشة على المواقع الإلكترونية الخاصة بأرباب العمل الآخرين.
وبالإضافة إلى ذلك، قامت منصات التطبيقات الرقمية بتبسيط الكثير من العمليات. فعلى سبيل المثال، يمكن لأي شخص يريد تقديم طلب وظيفة لدى شركة "سيمنس" الألمانية العملاقة، عبر الإنترنت، أن يقوم بحذف الخطاب المرفق بالسيرة الذاتية وأن ينشر السيرة الذاتية الخاصة به، بالإضافة إلى رابط ملفه الشخصي على موقع "لينكد إن".
ومن جانبها، تقول مارتينا نيمان، عضو الاتحاد الألماني لمديري شؤون الموظفين، إن المتقدمين للحصول على وظيفة، من الشباب، غالباً ما يفضلون إجراء مقابلات عبر تقنية الفيديو، حيث عادة ما يجيبون على بعض الأسئلة النمطية من الشركة. ويسمح ذلك لمقدمي الطلبات بتكوين انطباع قبل الاجتماع الشخصي مع صاحب العمل المحتمل.
ومن الممكن أن يكون ما يطلق عليه تطبيق النقرة الواحدة، أكثر مباشرة، حيث يقوم المرشح بالنقر على زر ثم تحميل السيرة الذاتية الخاصة به، أو وضع رابط لحسابه الشخصي على موقع "لينكد إن".
وتقول مارتينا فاينر، مديرة شركة "آي بوتنشيالز" للاستشارات الوظيفية، مقرها العاصمة الألمانية برلين: "نتيجة لذلك، يتكون لدى المرشحين موقف مختلف تماماً. فهم لا يرغبون في إضاعة الكثير من الوقت في كل طلب (التحاق بوظيفة)".
وفي المستقبل، لا مفر من أن يصبح التوظيف أوتوماتيكيا بصورة أكبر. فعلى سبيل المثال، مع استخدام الذكاء الاصطناعي، وهو ما يُمكِّن ما يعرف بـ"الملاءمة"، وهي المطابقة الأوتوماتيكية بين الحساب الشخصي للمرشح لوظيفة وبين متطلبات الشركة.
وعلى الرغم من ذلك، فإن هذا التطور مازال مهددا.
وتقول فاينر: "تتطلب هذه التقنية كثيرا من البيانات حتى تصبح قادرة على التنبؤ، بشكل معقول، بمدى ملاءمة المرشح لشغل وظيفة ما.. فمن الممكن أن تتسبب مسألة حماية البيانات في أن تصير الأمور صعبة، كما تستغرق الكثير من الوقت".
وتعتقد مارتينا نيمان أن هذه التقنية في مجال التوظيف ستصل في نهاية المطاف إلى حد، حيث قالت إنه: "على الرغم من كل هذه النشوة والتفكير بفعالية، يتعين على المرء دوماً أن يضع في اعتباره أن الذكاء الاصطناعي لا يقوم إلا بالأعمال الأساسية... ففي نهاية المطاف، فإن القرار بشأن مرشح لشغل وظيفة ما يتخذه شخص".

 

المصدر: د ب أ
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©