تابع العالم الأداء المتميز للدبلوماسية الإماراتية والفريق القانوني لدولة الإمارات أمام محكمة العدل الدولية، وهو يدحض مؤخراً الأكاذيب والتخرصات التي ساقتها حكومة الجيش السوداني ضد دولة الإمارات.
اتهامات لا أساس لها من الصحة، ولا تستند إلى أيّ أدلة أو أسانيد قانونية. إنها حيلة الفاشل الذي لا يجد مهرباً من إخفاقه سوى بإلقاء اللوم جزافاً على الآخرين.
وعلى الطريق المؤدي إلى المحكمة، في المدينة التي تُعد العاصمة السياسية والإدارية لهولندا، كانت مجاميع من السودانيين والعرب والأوروبيين تحتشد رافعةً اللوحات المنددة بالأعمال الوحشية التي يرتكبها الجيش السوداني ضد المدنيين العزّل، بعد أن فقد بوصلته وتخلى عن عقيدته العسكرية التي تحتم عليه حماية شعبه وحدوده، ليستبدلها بالانقياد لإخوان الشياطين، أولئك الذين لا ولاء لهم لوطن، بل لمرشد الضلالة والتضليل، ولتوجهات جماعة احترفت تقويض الأوطان والخروج على شرعية الدول. وقد أطلق الشعب السوداني الشقيق على هذه الجماعة المأفونة - تهكماً - اسم «الكيزان»، بعد أن زعم كبيرهم أن هذه الشرذمة هي «كوز» العلم ومنبعه.
وفي جلسة الاستماع التي عقدتها المحكمة، وقف ممثلو الدولة وفريقها القانوني ليؤكدوا رفض دولة الإمارات العربية المتحدة القاطع للادعاءات الباطلة التي أدلت بها القوات المسلحة السودانية، حيث عجزت عن تقديم أي دليل ذي مصداقية لإثبات ادعاءاتها، مما عكس ضعف القضية وافتقارها لأي شرعية أو أسس قانونية، وعدم تلبيتها لأي من معايير الإثبات القضائي.
كما شددت دولة الإمارات على أنه، منذ اندلاع النزاع، بذلت جهوداً حثيثة من دون كلل لتخفيف المعاناة، حيث عملت إلى جانب شركائها - بما في ذلك الأمم المتحدة - على تقديم ما يزيد على 600 مليون دولار أميركي من المساعدات الإنسانية. كما أنشأت مستشفيات ميدانية في الدول المجاورة، مثل تشاد وجنوب السودان، لتقديم الدعم للفارّين من النزاع، وتوفير العلاج للجميع من دون تمييز.
وأكد الوفد الإماراتي أن موقف الدولة تجاه السودان واضح وراسخ؛ فلا حل عسكرياً لهذا الصراع. وقد دعت إلى وقف إطلاق النار، وهُدَن إنسانية لتسهيل إيصال المساعدات، وإلى تحميل طرفي النزاع - قوات الدعم السريع والقوات المسلحة السودانية - مسؤولية انتهاك القانون الدولي. وأوضح الوفد أن دولة الإمارات دعت باستمرار إلى الانتقال نحو عملية سياسية يقودها المدنيون، بالإضافة إلى دعمها ومشاركتها في جهود الوساطات الإقليمية والدولية لوقف الاقتتال. وأنه «من المهم أن تدرك حكومة الجيش السوداني أن الاستحقاق الحقيقي هو استقرار السودان، عبر التعجيل بوقف هذه الحرب، وبدء مسار سياسي يحفظ وحدة البلاد وأرواح مواطنيها». ويبقى الموقف الإماراتي مبدئياً وثابتاً… ويظل «الكوز» كوزاً.