- ليش الواحد أو الوحدة يمكن يروح الحج أربع أو خمس مرات، والركن مرة في العمر ولمن استطاع إليه سبيلاً، ويصرف أقلها خمسين ألف كل موسم؟ والأفضل له وللآخرين المحتاجين ورضا لله لأنه ساعد عباد الله لو تبرع بذاك المبلغ فهو أجدى وأنفع، ولا يعدم الأجر لأسر محتاجة، لكنه لا يفعل، وإن فعل أعطى ربع المبلغ، لاعتقاده أن الحج أجدى ولو ذهب حاجاً عشر مرات، تماماً فقد يتبرع أحدهم بمائة ألف لبناء مسجد، ولو قلت له: إن القرية بحاجة لبناء مدرسة أو مستوصف لما كان كريماً مثل المسجد وأخرج ربع المبلغ، مع عدم اقتناع بالكامل.
- ليش ما عادت الناس تتصل مثل أول، وتقول لك الواحدة: آسفة اسمح لي غلطت في الرقم، أو تسمعها تتعلث: كنت أدق وبالصدفة طلع رقمك، اسمح لي بسكر أخواني في البيت، فترد أنت بفرح وكرم حاتمي، تقول لاطم لك غز سح مدلوج بسمن: مصادفة.. ويا محلا الصدف! ليتك تغلطين كل يوم، أصلاً رقمي محظوظ بك.. وتبدأ تجرّ من الزاهب والوالم والناعم؟! اليوم 
يمكن الزمن تغير، كله «لايف»، وبث مباشر، وصور«سناب»، راحت قصص الأفلام الهندية الملونة أو يمكن، بل بالتأكيد، وصلنا نحن للعمر الافتراضي، ونهاية صلاحية الاستخدام، وما عاد أحد يتصل بنا، إلا طَلّابة، وإلا عليها فواتير تليفونات متأخرة أو تريدك تكفل «أخوها» اللي مب ملاقي شغل، وهايت، وبعضهن ما يواحي لهن من أول مكالمة تبدأ بطرح حالتها المعروضة على جمعية حقوق الإنسان: أنا لاجئة ومحتاجة؟! ذاك الزمن الجميل راح بأصحابه الطيبين، زمن «البيجر»، وزمن أشرطة الأغاني المنوعات.
-  لا أعرف لماذا، كلما حلق الواحد شعره على الصفر أو قرّع شعره أو حسّنه على «الزيرو»، وجعله «يلقّ» من الزيت والحَلّ، أشعر بعدوانيته الواضحة تجاه الآخرين، لذا تجد بعض من المتأسلمين الجدد يفعلونها ويقولون إنها تأكيد للسُنّة، لكن الذي ليس على السُنّة بالتأكيد ذلك العبوس والتجهم في الوجه، وعدم لقيا الناس بوجه بشوش، والعدوانية تجاه من يخالفهم الرأي أو لا يتشبه بهم، كذلك تجد الحرّاس الأمنيين الجدد يفعلونها تقليداً للأفلام الأميركية، ولكي تثبت النظارة السوداء حين يرفعونها على القرعة ربما أو حين يلصقون السماعات الصغيرة في آذانهم التي تشبه «مغارف الصَلّ»، ولكي يصنعوا لهم هيبة مجانية، ويبالغوا في إظهار العدوانية تجاه الآخر دونما أي سبب. 
ـ  جيلنا الطيب كان يتهرب في زمانه من يوم الأربعاء لأمرين؛ «الحلول»، و«التحسونة» على الصفر، لأن من يقوم بها، وبنفس الموس الحَليّ، هو «المُحجِّم والمُخَتّن والمحَسّن»، بحيث يزيد جروحك جروحاً لكي تلمع تلك الرؤوس المفلوعة والمشمخة تحت الشمس مثل طاسة الحلوى، ويتهرب جيلنا كذلك من يوم الخميس، لأنه، إن لم يحفظ سورته في القرآن عن غيب أو عن ظهر قلب، يعايرونه طلاب مدرسة القرآن بـ «اللي ما يغَيّب يوم الخميس، يخيس، ويطيح في جدر الهريس»!