كلما أشرقت علينا شمس هذا اليوم الأغر من تاريخنا المجيد، الثاني من ديسمبر، يوم العزة والمجد، اليوم الذي ارتفعت فيه لأول مرة رايتنا الوطنية قبل أربعة وخمسين عاماً، مُعلِنة قيام دولة الإمارات العربية المتحدة، تلحّ على الذاكرة بيتان من الشعر يلخصان الحال الذي كنا عليه، وما أصبحنا فيه.
يقول شاعرنا الراحل سلطان العويس، رحمه الله: 
كانت لنا الأم رغم الجوع ترضعنا
واليوم فاض على أفواهنا الدسم
54 عاماً، والإمارات في سباقٍ متصل نحو الصدارة، نجحت خلاله الدولة الوليدة في إطلاق أكبر وأعظم ورشة بناء عرفها العالم الحديث، ركزت فيها منذ بداياتها الأولى على الإنسان باعتباره الأساس في كل شيء، فأصبح به ومعه في صدارة المؤشرات العالمية، دولة متقدمة لها حضورها المؤثر على المسرح السياسي الإقليمي والدولي، ولها ثقلها في حركة التجارة والاقتصاد العالمي، وفي قطاعات جديدة كالصناعات الدفاعية والذكاء الاصطناعي والفضاء وصناعاته.
 وقدمت الإمارات للعالم تجربة تنموية ملهمة في البناء وتمكين الشباب والمرأة والابتكار وتنويع مصادر الاقتصاد الوطني وحماية البيئة.
 وفي غضون أعوام قليلة، جعلت الإنسان الإماراتي في صدارة أسعد شعوب العالم لما وفرت له من تعليم متقدم وذي جودة عالية، وخدمات طبية من أعلى المستويات العالمية، وتجربة إسكان حكومي جعلت أكثر من 90% من المواطنين يمتلكون مسكنهم الخاص، وهي من أعلى النسب العالمية.
وفي عقود قليلة، بنت الإمارات جسوراً من الصداقة والشراكات الدولية الاستراتيجية مع مختلف دول العالم.
وأصبحت الإمارات إحدى أكبر دول العالم تقديماً للمساعدات الخارجية الإنمائية والإنسانية قياساً إلى ناتجها المحلي.
تحقق الأمر بفضل من الله وكرمه، وبالنهج السديد الذي رسمه الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ومعه إخوانه القادة المؤسسون، طيب الله ثراهم أجمعين. فقد آمن زايد بالاتحاد وبناء دولة عصرية تسعد أبناءها وتكون عوناً وسنداً للشقيق والصديق.
واليوم تمضي الإمارات بقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وإخوانه أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد، نحو آفاق غير مسبوقة من الاستقرار والتقدم والرخاء والازدهار بطموح لا حدود له.
 ومثلما بدأنا مقالنا ببيتين، نختم بمثلهما من قصيدة لسمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة، نائب رئيس مجلس الوزراء، رئيس ديوان الرئاسة، أهداها لـ «أبو خالد»، يقول فيها:
لولاك نحنا مــــا اعتزيـــــنا
عـــزايــــــــم لا يمــــــكن تلــــــــين
من كــل موقـــــف ما عليــــنا
 يا ذخرنا في العسر واللين
وكل عام والدار وأهل الدار وراعي الدار في خير ورخاء وازدهار ونماء.