اليوم تحتضن عاصمتنا الحبيبة أبوظبي حدثاً عالمياً يُعد الأضخم من نوعه، سيضع بصمته الخاصة في الإعلام وصناعة المحتوى وعالم الترفيه. قمة «بريدج 2025» التي جاءت في إطار المبادرة التي أطلقها المكتب الوطني للإعلام تعد الأضخم في هذا القطاع، الذي يحظى باهتمام ودعم قيادتنا الرشيدة التي تنظر إلى الإعلام وأهل الإبداع على أنهم شركاء حيويون في بناء جسور التواصل بين الشعوب، وتمكين المجتمعات من صياغة مستقبلها على أسس من الوعي والانفتاح والمسؤولية.
في هذا الحدث تلتقي فروع الصناعة كافة تحت سقف واحد، لتصبح مساحة تجمع الخبرات والابتكارات والفرص في حدث عالمي واحد.
القمة التي تستمر حتى العاشر من ديسمبر الجاري تعد محطة مفصلية ترسّخ موقع أبوظبي عاصمة للإعلام والإبداع، ومختبراً حيّاً تُصاغ فيه أفكار الغد. إذ تستضيف القمة أكثر من ستين ألف شخص من مختلف أنحاء العالم، من مشاهير الفن العالميين والرياضيين وصناع المحتوى، إلى الرؤساء التنفيذيين وصناع القرار في أكبر الشركات التقنية والإعلامية. تنوّع يجعل منها نقطة التقاء واسعة بين الإبداع والتأثير والتقنيات الجديدة.
وتطرح القمة سبعة مسارات محتوى تغطي المنظومة الإعلامية كاملة، بمشاركة أكثر من أربعمئة وأربعين متحدثاً عالمياً، إلى جانب ستة آلاف مؤسس، وما يزيد على ألف وخمسمئة مستثمر، مما يعزز دورها منصة تجمع المواهب بفرص النمو الحقيقية.
ما يميز الحدث ليس حجمه فقط، بل رؤيته الواضحة في مدّ جسور وشراكات لبناء منظومة إعلامية عالمية تنطلق من أبوظبي وتنعكس آثارها على المنطقة والعالم.
القمة تأتي في إطار زخم المشاريع الكبيرة التي تشهدها أبوظبي، فالإمارة بنت خلال فترة قصيرة بنية تحتية متكاملة مهيّأة لاستقطاب الشركات العملاقة والمواهب الرفيعة، من المناطق الإعلامية المتخصصة إلى الاستوديوهات العالمية، مروراً ببرامج الدعم والاستثمار التي خلقت بيئة تنافسية عالمية.
قمة بريدج تحمل عنواناً غير مُعلن لكنه حاضر في كل تفاصيلها: صناعة المستقبل. فالعالم يقف عند مفترق طرق جديد، حيث لم يعد الإعلام مجرد وسيلة لنقل الخبر أو الترفيه، بل صناعة عابرة للحدود تدمج التقنيات المتطورة بالخيال البشري. وهنا تظهر أهمية مبادرات مثل «بريدج»، التي تمنح المنطقة صوتاً في تشكيل هذه الصناعة وتحديد اتجاهاتها. ومع انطلاق القمة نقرأ رسالتها للعالم: هنا تُكتب فصول جديدة من قصة الإعلام الحديث… وهنا يُصنع المستقبل.
ونحن نتابع افتتاح القمة اليوم نحيي جهود المنظمين ونتمنى أن تكون مخرجاتها بمستوى الرهانات والطموحات في بناء جسور متينة من التعاون الخلاق لصناعة إعلام ومحتوى يرتقي بالعقول، ويسعد القلوب، ويحقق الرسالة الحقيقية والسامية للإعلام البناء.


